مقالات وأراء

الصحابة وأحفاد أبو جهل

الصحابة وأحفاد أبو جهل
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي النبي الكريم صلي الله عليه وسلم ..أما بعد

أن فضائل الصحابة ستظل خالدة مابقيت السموات والارض وكفي بهم فخرًا وشرفًا ان الله تعالي خلد فضائلهم في القران الكريم وهو محفوظ بحفظ الله تعالي له , وهاهي بعضًا من ايات الله التي زكر الله فيها فضائلهم:
– وصفهم الله تعالي مع النبي ( بقوله:

” مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) –الفتح
– ووصف رضاه عنهم بقوله” وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) “-التوبة
-ووصفهم بصدق الإيمان ووعدهم بمغفرته فقال جل شأنه:
” وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) “-الانفال
والآيات في ذلك كثيرة , وكذلك لا تخلو السنة الصحيحة من ذكر فضائلهم وأنهم أفضل الأمة بعد نبيهم ( سواء كانوا من المهاجرين أو الأنصار ,وكفي بهم شرفا مصاحبتهم للحبيب الصطفي ( وأذكر هنا حديثين علي سبيل المثال لا الحصر :
-عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقولون فيكم من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيفتح لهم”( ((البخاري (3376 )))-
-وعن أبي بردة عن أبيه قال
صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلنا لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء قال فجلسنا فخرج علينا فقال ما زلتم هاهنا قلنا يا رسول الله صلينا معك المغرب ثم قلنا نجلس حتى نصلي معك العشاء قال أحسنتم أو أصبتم قال فرفع رأسه إلى السماء وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء فقال النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون(مسلم (4596 )

وبعد كلام الله تعالي وكلام رسوله صلي الله عليه وسلم في فضل الصحابة الكرام يكون من قلة الذوق والمروءة سب الصحابة أو النيل من سيرتهم العطرة ولو بحجة بيان حقيقة الخلاف بينهم وهو عذر يدل علي حقد صاحبه وكيده للإسلام وأن قال غير ذلك .
والعجيب أن يأتي هذا الهجوم من مسلمين يعيشون بيننا ويتكلمون بألسنتنا وهم المنافقون الجدد أتباع عبد الله بن أبي بن سلول وأحفاد أبو جهل
والوليد بن المغيرة ومن هم علي شاكلتهم في القرن الواحد والعشرين .
ولقد نشرت صحيفة معارضة مصرية وأنا أشرع بكتابة هذه المقالة سب وقدح في أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق – رضي الله عنهما- وجعلتها وغيرها من الصحابة الكرام من أسوا عشر شخصيات في الإسلام!!
سبحان الله لهذه الدرجة وصل بنا الوهن والحقد فلم نجد إلا الصحابة الكرام أحب الخلق إلي الله ورسوله صلي الله عليه وسلم..
نعم ..لقد أحسنت إدارة الجريدة في نشر اعتذارها وأن كان لا يعفيها من مسئولياتها عن ذلك قطعاً أمام الله تعالي.

– ولأننا نريد أن نقيم الحجة شرعاً علي فسق ونفاق من سب الصحابة أو قدح فيهم – من أحفاد أبو جهل-مهما كان المبرر الذي يستندون إليه..إليك أخي القاري هذه الأحاديث الصحيحة علي لسان نبيهم ( أن كانوا حقاً يؤمنون بنبوته ويصدقونه وهذا ما أتمناه .
– عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)( البخاري(3397 ))
– وقال ( ” من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين”( صحيح الجامع 62852)
* واليك أيضا ما قاله علماء الأمة الثقات عن خطورة سب الصحابة والقدح فيهم-هذا لو كان لهؤلاء قلوباً يعقلون بها وحسبنا الله ونعم الوكيل:
قال الذهبي في كتابه الكبائر”الكبيرة السبعون –سب أحد من الصحابة قال صلى الله عليه وسلم: ” الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله أوشك أن يأخذه ” “- أخرجه الترمذي وأحمد وإسناده صحيح
ففي هذا الحديث وأمثاله بيان حالة من جعلهم غرضاً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبهم وافترى عليهم وعابهم وكفرهم واجترأ عليهم.اهـ
-وقال الحافظ الكبير أبو بكر بن الخطيب البغدادي :
والأخبار في هذا المعنى تتسع، وكلها مطابقة لما في نص القرآن، وجميع ذلك يقتضي طهارة الصحابة، والقطع على تعديلهم ونزاهتهم .
فلا يحتاج أحد منهم – مع تعديل الله تعالى لهم، المطلع على بواطنهم، إلى تعديل أحد من الخلق له.اهـ (أنظرالعواصم من القواصم للقاضي أبو بكر بن العربي-ص 14)
– وقال الأمام أحمد: إذا رأيت أحدا يذكر أصحاب رسول الله ( بسوء فاتهمه علي الإسلام

– وقال الامام مالك-رحمه الله-: من شتم النبي قتل ومن سب أصحابه أدب.
– وقال أبو زرعة الرازي-رحمه الله- : إذا رأيت الرجل ينقص أحدا من أصحاب النبي فاعلم انه زنديق وذلك لان الرسول حق والقران الكريم حق وما جاء به الرسول حق وإنما أدي إلينا ذلك كله الصحابة وهؤلاء الزنادقة يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة فالجرح بهم أولي .اهـ
– وقال ابن العثيمين – رحمه الله- في شرح الواسطية (2/283) :
وفي الحقيقة إن سب الصحابة رضي الله عنهم ليس جرحاً في الصحابة رضي الله عنهم فقط بل هو قدح في الصحابة

وفي النبي صلي الله عليه وسلم وفي شريعة الله وفي ذات الله عز وجل:
_ أما كونه قدحاً في الصحابة، فواضح.
– وأما كونه قدحاً في رسول الله صلي الله عليه وسلم، فحيث كان أصحابه وأمناؤه وخلفاؤه على أمته من شرار الخلق، وفيه قدح في رسول الله صلي الله عليه وسلم من وجه آخر، وهو تكذيبه فيما أخبر به من فضائلهم ومناقبهم.
– وأما كونه قدحاً في شريعة الله، فلأن الواسطة بيننا وبين رسول الله صلي الله عليه وسلم في نقل الشريعة هم الصحابة، فإذا سقطت عدالتهم، لم يبق ثقة فيما نقلوه من الشريعة.

– وأما كونه قدحاً في الله سبحانه، فحيث بعث نبيه صلي الله عليه وسلم في شرار الخلق، واختارهم لصحبته وحمل شريعته ونقلها لأمته‍ه.
– فانظر ماذا يترتب من الطوام الكبري على سب الصحابة رضي الله عنهم.اهـ
والجدير بالذكر هنا أن نبين أن سب الصحابة قسمين :
القسم الأول: سب يقدح في عدالتهم بالكفر أو الردة أو غير ذلك فهذا كافر مرتد عن الإسلام قطعاً ..لماذا؟
لأنه كمن يقول أن القران والسنة نقلها لنا كفار – والعياذ بالله – وهذا يخالف القران والسنة في عدالتهم ورضا الله عنهم.

والقسم الثاني: سب لا يقدح في عدالتهم ولا دينهم كوصفهم بقلة العلم أو الجبن أو غير ذلك فهذا يؤدب ولا يكفر .اهـ

ونكتفي بما ذكرنا في بيان فضائل الصحابة وحرمة سبهم والقدح في عدالتهم ليمت من مات عن بينة ويحي من حي علي بينة

والله من وراء القصْد، وهو الهادي إلى الصراط المستقيم، والحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على النبي الخاتم، وآله وصحبه أجمعين.

وكتبه/ الكاتب والداعية الإسلامي المصري سيد مبارك

 

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »